سورية والعالم

الأسد: التحدي الأبرز لعودة اللاجئين هو لوجستي

تعرف على تفاصيل لقاء الرئيس بشار الأسد مع قناة سكاي نيوز

أجرى الرئيس بشار الأسد مقابلة تلفزيونية مع قناة “سكاي نيوز عربية” تطرق خلالها إلى عدة مواضيع بدءاً من الحرب على سورية مروراً إلى القطيعة العربية وانتهاءً بالأوضاع الاقتصادية الحالية وملف عودة اللاجئين والعديد من الملفات الأخرى.

وأشار  الرئيس الأسد إلى أن السيناريوهات التي حصلت قبيل الحرب على سورية، كانت لخلق حالة من الرعب في سورية، لكن كان هناك وعي لهذه السيناريوهات، خاصة أننا كنا نخوض معركة وجودية، فالمستهدف من هذه الحرب كانت سورية.

واعتبر الرئيس الأسد أنه لم تكن هناك مطالبات داخلية برحيل الرئيس عن السلطة، فعندما يرحل رئيس عن المنصب أو عن المسؤولية فإنه يرحل عندما يريد الشعب له الرحيل وليس بسبب ضغط خارجي أو بسبب حرب خارجية، وعندما يكون بسبب داخلي هذا شيء طبيعي، أما عندما يكون بسبب حرب خارجية، عندها يكون اسمه هروباً وليس تخلياً عن السلطة، مؤكداً أن الهروب لم يكن مطروحاً على الإطلاق.

الرئيس الأسد شدد على أن الإرهاب هو الذي كان يقتل ويدمر ويحرق في سورية ولا يوجد دولة تقوم بتدمير الوطن، فالإرهاب هو من دمر سورية، والدولة دورها بحكم الدستور والعرف الوطني أن تدافع عن الدولة، مؤكداً أن من يتحمل مسؤولية الدمار في سورية هو من وقف مع الإرهاب، وليس من دافع ضد الإرهاب، ومن نوى على الحرب، وخطط لها، ومن اعتدى، وليس المعتدى عليه.

وبين الرئيس الأسد بأنه عندما طلبت سورية من أصدقائها أن يقفوا معها فلأنها كانت بحاجة لهذا الدعم، ووقوفهم معها كان له تأثير مهم في صمود سورية، مشيراً إلى أنه لا يمكن للأصدقاء أن يحلوا محل السوريين في الحرب وفي المعركة وفي الصمود، فالصمود الحقيقي هو صمود الشعب، وقال: «كلمة السر في الصمود هي الوعي للمخطط، ولم نسقط ولا في فخ من الأفخاخ التي رُسمت لنا في الخارج، والوعي هو أساس النجاح والصمود عاجلاً أم آجلاً».

وبخصوص مستقبل عودة العلاقات بين دمشق وعدد من العواصم العربية اعتبر الرئيس الأسد أن هذا يعتمد على طبيعة العلاقات العربية- العربية التي لم تتغير بالعمق، فهناك وعي لحجم المخاطر التي تؤثر على الدول العربية لكنها لم تصل إلى مرحلة وضع الحلول، وطالما أنه لا يوجد حلول للمشاكل فإن العلاقة ستبقى شكلية.

وقال: “مشكلة العرب أنهم لم يبنوا العلاقات على مؤسسات، لذلك لم يبنوا مؤسسات، وإذا تحدثنا عن العلاقات الثنائية فهي ضعيفة لهذا السبب، والعلاقة الجماعية عبر الجامعة العربية أيضاً، لأن الجامعة العربية لم تتحول إلى مؤسسة بالمعنى الحقيقي، وهذا هو ما نراه وهذا ما نأمل أن نتمكن من تجاوزه»”.

الرئيس الأسد اعتبر أن المعارضة هي المصنّعة محلياً لا المصنعة خارجياً، والمصنعة محلياً يعني أن تمتلك قاعدة شعبية، وبرنامجاً وطنياً، ووعياً وطنياً، مبيناً أن كلمة خارج لا تعني السوء فالقضية لا علاقة لها بالخارج والداخل، لها علاقة بأين تكمن انطلاقتك من الشعب أم من المخابرات الأجنبية هذا هو السؤال فقط.

وبخصوص ملف عودة اللاجئين أوضح الرئيس الأسد أنه وخلال السنوات الماضية عاد إلى سورية أقل من نصف مليون بقليل ولم يسجن أي شخص من بينهم، مبيناً أن توقف هذه العودة جاء بسبب واقع الأحوال المعيشية، فكيف يمكن للاجئ أن يعود من دون ماء ولا كهرباء ولا مدارس لأبنائه ولا صحة للعلاج، فالتحدي الأبرز لعودتهم هو لوجستي.

وكشف الرئيس الأسد أن حواراً يجري اليوم مع عدد من الجهات في الأمم المتحدة المعنية بالجانب الإنساني، وبدأت معهم وبشكل عملي مناقشات حول مشاريع العودة، وكيفية التمويل، وما هي متطلباتها بالتفاصيل، وهناك عمل بهذا الإطار.

وحول مسألة الاتهامات للدولة السورية بغض الطرف عمن يقومون بتجارة المخدرات أكد الرئيس الأسد أنه إذا كانت الدولة تسعى لتشجيع تجارة المخدرات في سورية، فهذا يعني بأننا نحن كدولة من شجعنا الإرهابيين ليأتوا إلى سورية ويقوموا بالتدمير ويأتوا بالقتل لأن النتيجة واحدة، وقال: «نحن أول المتحمسين والمتعاونين من أجل مكافحة هذه الظاهرة لأنها ظاهرة خطيرة بكل معنى الكلمة فمن غير المنطقي أن تكون الدولة معها، وعندما يكون هناك حرب وضعف للدولة، فلا بد أن تزدهر هذه التجارة، هذا شيء طبيعي ولكن من يتحمل المسؤولية في هذه الحالة هي الدول التي ساهمت في خلق الفوضى في سورية وليست الدولة السورية»، مشدداً على أن «لدينا مصلحة مشتركة معهم في القضاء على هذه الظاهرة».

وأشار الرئيس الأسد إلى الحوارات التي تجري مع الولايات المتحدة، مبيناً أن عمرها سنوات وهي تجري بشكل متقطع، مؤكداً أنه لم يكن لدى الدولة السورية أمل حتى للحظة واحدة بأن الأميركي سوف يتغير، لأن الأميركي يطلب ويطلب، ويأخذ ويأخذ ولا يعطي شيئاً، لكن سياسة سورية هي ألا تترك أي باب مغلق في وجه أي محاولة لكيلا يُقال لو فعلوا كذا لحصل كذا، وأضاف: «لكن لا أتوقع بأنه بالمدى المنظور سيكون هناك أي نتائج من أي مفاوضات تُعقد مع الأميركي».

وأكد الرئيس الأسد أن العدو الإسرائيلي يستهدف في اعتداءاته على سورية الجيش العربي السوري بشكل أساسي تحت عنوان الوجود الإيراني، مشيراً إلى أن هذه الاستهدافات ستستمر طالما أن إسرائيل هي عدو، وستستمر طالما أننا نتمكن من إفشال مخططات الإرهابيين ولو جزئياً، لأن هذه الضربات ابتدأت عندما ابتدأ الجيش العربي السوري بتحقيق انتصارات مرحلية في المعارك التي يخوضها و«نأخذ بالاعتبار بأننا لم ننتهِ من الحرب بعد».

وفيما يخص العلاقة مع تركيا شدد الرئيس الأسد أنه لا يمكن أن يتم أي لقاء مع رئيس الإدارة التركية رجب طيب أردوغان من دون شروط مسبقة، لأن ذلك يعني من دون جدول أعمال، ومن دون جدول أعمال يعني من دون تحضير، ومن دون تحضير يعني من دون نتائج، وقال: «نريد أن نصل لهدف واضح، هدفنا هو الانسحاب من الأراضي السورية، في حين هدف أردوغان هو شرعنة وجود الاحتلال التركي في سورية، فلذلك لا يمكن أن يتم اللقاء تحت شروط أردوغان»، مشدداً على أن الهدف السوري واضح وهو الانسحاب من الأراضي السورية، في حين هدف أردوغان هو شرعنة وجود الاحتلال التركي في سورية، مؤكداً في الوقت ذاته أن الإرهاب الموجود في سورية هو صناعة تركية، فـ«جبهة النصرة»، و«أحرار الشام» هي تسميات مختلفة لجهة واحدة كلها صناعة تركية وتموّل حتى هذه اللحظة من تركيا.

ووصف الرئيس الأسد موقف حركة حماس مع بداية الأزمة بأنه مزيج من الغدر والنفاق، مبيناً أن العلاقة اليوم مع الحركة هي علاقة ضمن المبدأ العام، فسورية تقف مع كل طرف فلسطيني يقف ضد إسرائيل لكي يسترد حقوقه، مؤكداً أنه من المبكر الحديث عن عودة العلاقة مع حماس لما كانت عليه في السابق، فحالياً ليس لديها مكاتب في سورية وسورية لديها أولويات، والمعارك داخل سورية هي الأولوية بالنسبة إلينا.

واعتبر الرئيس الأسد أن قانون قيصر هو عقبة أمام تحسن الوضع الاقتصادي، لكننا تمكنا بعدة طرق من تجاوز هذا القانون، وهو ليس العقبة الأكبر، فالعقبة الأكبر هي تدمير البنية التحتية من قبل الإرهابيين، وصورة الحرب في سورية التي تمنع أي مستثمر من القدوم للتعامل مع السوق السورية، كما أن العقبة الأكبر أيضاً هي الزمن، وأضاف: «بالاقتصاد تستطيع أن تضرب علاقات اقتصادية وتهدمها خلال أسابيع أو أشهر ولكنك بحاجة أيضاً لسنوات لاستعادتها، فمن غير المنطقي والواقعي أن نتوقع أن هذه العودة وهذه العلاقات التي بدأت تظهر بشكل أقرب إلى الطبيعي ستؤدي إلى نتائج اقتصادية خلال أشهر، هذا كلام غير منطقي، بحاجة للكثير من الجهد والتعب لكي نصل لهذه النتيجة».

وشدد الرئيس الأسد على أن العلاقة مع روسيا وإيران أثبتت بأن سورية تعرف كيف تختار أصدقاءها بشكل صحيح، مؤكداً في الوقت ذاته أن سورية لم تبدأ بالقطيعة مع العرب ولم تقم بأي عمل ضد أي دولة عربية ولم تسعَ للصدامات ولا للمشاكل عبر تاريخنا، و«هذا جزء من سياستنا أو جوهر سياستنا».

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى