سورية والعالم

معادلة “تل أبيب مقابل بيروت”: المقـــاومة تقلب الموازين وتحوّل إسرائيل إلى ميدان حرب

تجددت نيران الصواريخ من لبنان لتضرب عمق المدن الإسرائيلية، من تل أبيب إلى حيفا وعكا ونهاريا، وسط معارك محتدمة امتدت إلى محيط البياضة ودير ميماس، حيث تحولت المنطقة إلى مقبرة جديدة لدبابات “الميركافا”.

وفي ظل تصعيد المقاومة، تحول تهديد الاحتلال بالتفاوض تحت النار إلى عبء ثقيل عليه، إذ دفعت العمليات ملايين الإسرائيليين إلى الملاجئ، وأحالت الشوارع إلى ساحات حرب حقيقية.

المقاومة تفرض المعادلة

أكدت المقاومة عبر عملياتها الأخيرة قدرتها على التحكم بزمام المبادرة وتنفيذ معادلة “تل أبيب مقابل بيروت”، وبعد ساعات من مجزرة ارتكبها الاحتلال في بيروت، أعلنت وسائل إعلام إسرائيلية عن سماع دوي انفجارات في تل أبيب الكبرى نتيجة استهدافها بصواريخ أُطلقت من لبنان، فيما تم رصد إطلاق 10 صواريخ باتجاه المدينة.

ووفقاً لإعلام العدو الإسرائيلي، أسفرت الضربات عن إصابات وحرائق، مع تسجيل أضرار جسيمة في مواقع حيفا ونهاريا.

وفي تصعيد غير مسبوق، توقفت حركة الطيران في مطار بن غوريون نتيجة القصف، بينما تحدثت تقارير عن إطلاق المقاومة أكثر من 300 صاروخ، مما أجبر 4 ملايين إسرائيلي على الاحتماء بالملاجئ.

ضربات نوعية ورسائل حاسمة

أعلنت المقاومة استهداف “قاعدة بلماخيم” جنوب تل أبيب، التي تُعد مركزاً استراتيجياً لسلاح الجو الإسرائيلي، بصلية من الصواريخ النوعية، مؤكدة أن العملية حققت أهدافها، كما نفذت المقاومة هجوماً بطائرات مسيّرة على قاعدة أشدود البحرية، أصابت أهدافها بدقة، في خطوة نوعية هي الأولى من نوعها.

وأكد محمود القماطي، نائب رئيس المجلس السياسي في حزب الله، أن العمليات ترجمة مباشرة لمعادلة الردع، وأن الحزب لن يقبل بأي شروط تفاوضية تمس السيادة اللبنانية.

الاحتلال يصعد وحالة من الترقب

رداً على عمليات المقاومة، صعد الاحتلال هجماته على مناطق لبنانية مدنية، مستهدفاً الجنوب والبقاع والضاحية الجنوبية لبيروت. وأدى القصف الإسرائيلي إلى استشهاد عسكري لبناني وإصابة 18 آخرين في استهداف مركز الجيش بمنطقة العامرية.

على المستوى السياسي، دعا الاتحاد الأوروبي إلى وقف فوري لإطلاق النار، حيث أكد جوزيب بوريل، مسؤول السياسة الخارجية، دعم الاتحاد للبنان وشعبه وجيشه. وفي الوقت نفسه، كشفت تقارير إسرائيلية عن تقدم في الجهود الأميركية للوصول إلى اتفاق لوقف القتال، وسط تلميحات من تل أبيب بإمكانية إعلان اتفاق قريباً.

مصير الصراع

في ظل استمرار تبادل الضربات وتزايد الضغوط الدولية لوقف التصعيد، يبدو أن معادلة “تل أبيب مقابل بيروت” فرضت واقعاً جديداً، ومع استمرار المقاومة في تكبيد الاحتلال خسائر استراتيجية، يبقى المشهد مفتوحاً على جميع السيناريوهات.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى