
إحباط تهريب أسلحة من سوريا إلى لبنان: عملية ثانية خلال أسبوع
أعلنت وزارة الداخلية، أمس الأحد، أن الإدارة العامة لأمن الحدود أحبطت محاولة جديدة لتهريب أسلحة إلى لبنان عبر الحدود السورية-اللبنانية.
تفاصيل العملية
وبحسب بيان الوزارة، ضُبطت شحنة أسلحة بعد رصد ومتابعة على طرق التهريب الممتدة من مدينة سرغايا بريف دمشق نحو الحدود اللبنانية، ونشرت الوزارة صورًا توثق الأسلحة المصادرة، التي تضمنت بنادق، كميات كبيرة من الذخيرة، وقواذف صاروخية.
تأتي هذه العملية بعد أسبوع واحد فقط من محاولة مماثلة لتهريب أسلحة من محافظة طرطوس نحو لبنان، حيث أعلنت الوزارة في 17 كانون الثاني عن إحباط العملية بالتنسيق مع جهاز الاستخبارات، وضُبط خلالها شحنة تضمنت صواريخ كانت متجهة إلى معابر غير شرعية مع لبنان.
تصاعد محاولات التهريب
عمليات تهريب الأسلحة بين سوريا ولبنان ليست جديدة، لكنها تصاعدت بشكل ملحوظ مع تغير الأوضاع السياسية في سوريا وسقوط نظام الرئيس المخلوع بشار الأسد. على مدى السنوات الماضية، واستهدفت إسرائيل مرارًا نقاطًا حدودية بين البلدين.
تغير الموقف السوري بعد سقوط النظام
منذ سقوط النظام السوري في 8 كانون الأول 2024، شهدت سوريا تحولًا جذريًا في سياساتها الإقليمية، حيث أكد قائد الإدارة السورية الجديدة، أحمد الشرع، خلال لقاء جمعه بوليد جنبلاط، الرئيس السابق لـ”الحزب التقدمي الاشتراكي” اللبناني، في 22 كانون الأول 2024، أن سوريا تقف على مسافة واحدة من جميع الأطراف اللبنانية، ولن تتدخل بشكل سلبي في الشأن اللبناني.
التحول الجديد في المشهد السوري أدى إلى تغيرات في المواقف الدولية أيضًا، ففي 25 تشرين الثاني 2024، أشار المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية، ماثيو ميلر، إلى إمكانية لعب سوريا دورًا في منع تهريب الأسلحة عبر أراضيها، وهو أمر رحبت به واشنطن ضمنيًا.
مشهد جديد يلوح في الأفق
مع تصاعد الجهود لوقف عمليات تهريب الأسلحة وابتعاد سوريا عن نفوذ القوى الإقليمية، يبدو أن المشهد السياسي والعسكري في المنطقة بات يتجه نحو إعادة تشكيل توازناته. لكن يبقى السؤال: هل ستتمكن الإدارة السورية الجديدة من تثبيت هذا التوجه وضمان استقراره على المدى البعيد؟