تصاعد المواجهات في لبنان وغزة وسط حديث عن “صفقة تهدئة”
في خطوة لافتة، ظهر على نحو مفاجئ حديث إعلامي عن صفقة محتملة لوقف إطلاق النار، حيث بدأت وسائل الإعلام الإسرائيلية بالترويج لها عبر الكشف عن تفاصيلها وشروطها.
التسريبات تشير إلى إزالة الاحتلال لأجزاء من جدران دفاعية وضعت للتصدي للصواريخ المضادة للدروع، فيما تواصلت عملياته الجوية على المناطق الجنوبية والبقاعية في لبنان، مخلّفًا مجزرتين في صور والبقاع.
حزب الله من جانبه، استهدف أمس مواقع إسرائيلية متعددة، شملت “ستيلا ماريس” وقاعدة “ميرون” وتجمعات الاحتلال، ونفذ كميناً لجنود الاحتلال وآلياته خلال تقدمهم نحو تل نحاس عند أطراف كفركلا، كما قصفت لمقاومة أيضًا شركة “يوديفات” للصناعات العسكرية جنوب شرق عكا بطائرة مسيّرة أصابت هدفها بدقة، وأعلنت أن العملية جاءت ضمن “سلسلة عمليات خيبر” ردًّا على اعتداءات الاحتلال.
وعرض الإعلام الحربي مشاهد لعملية الاستهداف، في رسالة تعكس استمرار التصعيد. كذلك، نفذت المقاومة عمليات قصف صاروخي على تجمعات للجنود بين مستعمرتي المنارة ومرغليوت، وعلى تجمعات أخرى في بوابة فاطمة ومنطقة العمرا قرب الوزاني، وأطلقت صليات صاروخية على مستعمرات كريات شمونة، نهاريا، شوميرا، وإيفن مناحم، كما استهدفت موقع رأس الناقورة البحري بمسيّرتين أصابتا الأهداف بدقة.
على الجانب الآخر، تحدثت وسائل الإعلام الإسرائيلية عن إطلاق صواريخ من لبنان باتجاه مستوطنة المطلة، مع دوي صفارات الإنذار في مناطق شلومي، حانيتا، وروش هانيكراه في الجليل الغربي.
المتحدث باسم جيش الاحتلال أشار إلى تسجيل نحو 30 عملية إطلاق صواريخ عبرت الحدود من لبنان، تم اعتراض بعضها، في حين سقط البعض الآخر داخل الأراضي المحتلة.
في غضون ذلك، واصل الاحتلال عدوانه على المدنيين في لبنان، مرتكبًا مجزرة جديدة في مدينة صور إثر غارة على حي الرمل، أسفرت وفق وزارة الصحة اللبنانية عن استشهاد خمسة وإصابة عشرة، فيما ارتفعت لاحقًا إلى سبعة شهداء وسبعة عشر جريحًا. غارة أخرى استهدفت بلدة الرام شمال بعلبك أدت إلى سقوط تسعة شهداء وعشرات الجرحى.
وسط هذا التصعيد، تحدث الإعلام الإسرائيلي عن صفقة محتملة لوقف إطلاق النار تشمل تهدئة مؤقتة لمدة 60 يومًا، وخلالها يتم وضع تفاصيل اتفاق شامل.
وبحسب القناة الـ12 الإسرائيلية، فإن الصفقة تتضمن إيقاف توسيع العملية البرية في لبنان مقابل دعم أميركي لفرض حصار على لبنان، في محاولة لمنع إعادة تأهيل قدرات حزب الله العسكرية.
في الداخل اللبناني، أكد النائب عن كتلة الوفاء للمقاومة، أمين شري، أنه لم يصل أي شيء رسمي لحزب الله بشأن مبادرات للتهدئة، مشددًا على أن وقف العدوان هو الأولوية، من جانبه، وصف النائب علي فياض الواقع الإسرائيلي بأنه “يقظ من وهم النشوة” بعد أن بدأت تتبلور نتائج الصراع على الأرض، حيث يُطرح في إسرائيل تساؤلات حول مآلات المواجهة وعبورها “الوحل اللبناني”.
الخارجية الأميركية أعلنت بدورها أنها ترى فرصة للتوصل إلى اتفاق، إلا أنها عبّرت عن قلقها من التشريع الإسرائيلي الجديد الذي يستهدف حظر عمل “أونروا”.
قناة “سي إن إن” أفادت بأن محادثات وقف إطلاق النار لا يُتوقع أن تحقق تقدمًا كبيرًا قبل إعلان نتائج الانتخابات الأميركية.
في قطاع غزة، يستمر الاحتلال بعدوانه الوحشي، محاولًا إخراج مستشفى العودة من الخدمة، مع استمرار القصف الذي رفع عدد الشهداء إلى ما يزيد عن 43 ألف شخص.