تقرير.. التوتر والترقب يخيمان على مناطق سيطرة الجيش التركي ومرتزقته في أرياف حلب
أردوغان: نعرف كيف نكسر الأيادي "القذرة "التي تطال علم البلاد
شهدت مناطق سيطرة جيش الاحتلال التركي ومرتزقته في أرياف حلب أجواء من الترقب والتوتر أمس، بعد خروج تظاهرات شعبية حاشدة، شارك فيها مسلحو “المعارضة.”
واستهدفت هذه التظاهرات النقاط والقواعد العسكرية التركية غير الشرعية والمعابر الحدودية، كرد فعل على أحداث ولاية قيصري وسط تركيا، التي نالت من ممتلكات السوريين، وعلى خلفية التقارب السوري- التركي الأخير.
ردود فعل الجيش التركي
ردود الفعل الأولية من جيش الاحتلال التركي وسلطات أنقرة على حرق العلم التركي والتهجم على نقاطها العسكرية والمؤسسات الرسمية وبعض الممتلكات التركية والبوابات الحدودية في الريف الحلبي، اقتصرت حتى أمس على إغلاق المعابر الأربعة الأخيرة التي تربط مناطق “غصن الزيتون” و”درع الفرات” بالداخل التركي.
وتشمل هذه المعابر باب السلامة في إعزاز شمال حلب، وجرابلس والراعي في ريف المحافظة الشمالي الشرقي، إلى جانب معبر جنديرس في منطقة عفرين شمالًا، بالإضافة إلى معبر باب الهوى في ريف إدلب الشمالي، حيث نفوذ تنظيم “جبهة النصرة” بواجهته الحالية “هيئة تحرير الشام”.
تصريحات أردوغان والداخلية التركية
في سياق متصل، قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بعد اجتماع حكومته إن أنقرة تعرف كيف تكسر الأيادي القذرة التي تطال علم بلاده، مضيفًا: “نعرف أيضًا كيف نكسر الأيادي التي تمتد إلى المظلومين اللاجئين في بلادنا”.
وأكد أن هناك مؤامرات تُحاك ضد تركيا بسبب حادثة قيصري، مشيرًا إلى أن من يرغب من السوريين في العودة طوعًا سيتم إعادته إلى بلاده، وأكد حاجة أنقرة للسلام والدبلوماسية والحوار مع دول الجوار.
من جهته، أعلن وزير الداخلية التركي علي يرلي قايا عن اعتقال الشرطة التركية 474 شخصًا شاركوا في أعمال شغب وعنف ضد السوريين في عدد من المدن التركية.
وكتب قايا في صفحته على موقع “إكس” أمس: “بعد الحادثة البشعة التي وقعت في قيصري، تم تنظيم استفزازات ضد السوريين في بعض مدن بلادنا، وتم اعتقال 474 شخصًا، وتبين أن 285 منهم حوكموا سابقًا على جرائم مختلفة من بينها التهريب غير القانوني للمهاجرين، والمخدرات، والسرقة”.
ووصف وزير الداخلية التركي التوترات المتصاعدة بخصوص اللاجئين السوريين بأنها “مؤامرة ضد الدولة والأمة”، متوعدًا المتورطين بالعقوبة المناسبة.
تخوفات من اشتباكات جديدة
أبدت مصادر محلية في مناطق سيطرة الجيش التركي في أرياف حلب، خشيتها من تجدد الاشتباكات ومن إجراءات عقابية أخرى وردود فعل انتقامية من سلطات أنقرة بسبب ما حدث ضد الوجود التركي في المنطقة، ولاسيما مع استقدام تعزيزات عسكرية لجيش الاحتلال التركي إلى المناطق الحدودية.
وأوضحت المصادر لـ”الوطن” أن الميليشيات المشكلة لـ”الجيش الوطني” سارعت إلى تقديم واجب الولاء والطاعة للاحتلال التركي والإدارة التركية، إلا أن الأخيرة تدرك أن مسلحين من هذه الميليشيات قادوا الحراك الشعبي ضدها وعمدوا إلى النيل من العلم التركي والمؤسسات التركية. وتوقعت المصادر أن تتخذ الإدارة التركية مجموعة من التدابير لمنع تكرار ما حدث، خصوصًا بعد وقوع 7 قتلى وأكثر من 15 جريحًا، مما قد يشكل شرارة جديدة لانتفاضة ثانية ضد الاحتلال التركي.
كما أشارت المصادر إلى أن الإدارة التركية أدركت يقينًا أنها كانت تعتمد على متزعمين مهلهلين وغير قادرين على ضبط الفوضى، ما يرجح أن تعيد الإدارة التركية النظر بمتزعمي ميليشياتها وأسس تشكيل فصائلهم العسكرية.